واختار كعوان
موضوع السرقة والاختلاس كمدخل للغوص في مختلف دهاليز الآفات التي يتخبط
فيها المجتمع، التي أرجعها إلى أسباب سياسية أكثر منها اقتصادية واجتماعية،
معتبرا أن انحراف بعض المسؤولين وفضائحهم جعلت المواطن البسيط الذي يتخبط
في مشاكل لا نهاية لها، قد يفكر في حالة اليأس بعد نفاذ كل الأساليب
الشرعية في انتهاج نفس الطرق الملتوية التي يستعملها البعض ممن وصلوا إلى
مراتب عليا لاسترجاع حقهم. وتمكن الفنان الذي أبدى نضجا كبيرا في طرحه
ومعالجته للنص من خلال فلاشات قصيرة تسرد في شبه ”فوضى” أفكار ومواقف
مختلفة من الحياة اليومية لشباب اليوم من الانتقال بسهولة من السياسة إلى
طرح مواضيع أخرى، مثل البطالة والمحسوبية والزواج، وذلك بأسلوب مباشر وفي
قالب يمزج بين الهزل والصرامة. من ناحية أخرى، وفي خضم التناقضات التي
فرضتها العولمة والتطور السريع للتكنولوجيا يفاجئ الممثل جمهوره بالعودة
إلى الأصالة ودور الأسرة في تكوين شخصية الفرد، مؤكدا على العلاقة بين
الأبناء والآباء وما يعترضها من صراعات. واستطاع ”الكوميدي” الذي كان ينتقل
من مشهد لآخر دون ربط زمني أن يشد انتباه الجمهور إلى النهاية، وذلك بفضل
أدائه المقنع وأسلوبه الساخر الذي تجاوب معه الجمهور كثيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق