الاثنين، 7 ديسمبر 2015

مدارس الفن التشكيلي



 الفن التشكيلى : هو كل شيء يؤخذ من طبيعة الواقع، ويصاغ بصياغة جديدة، أي يشكل تشكيلاً جديداً، وهذا ما نطلق عليه كلمة (التشكيل).
والتشكيلي: هو الفنان الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال، آخذاً مفرداته من محيطه.
ولكل إنسان رؤياه ونهجه، لذا تعددت المعالجات بهذه المواضيع، مما أضطر الباحثون أن يضعوا هذه النتاجات تحت إطار ( المدارس الفنية).
 وما هى مدارس الفن التشكيلي؟
 تعددت وتنوعت وكثرت المذاهب والأشكال الفنية والتشكيلية في أوروبا بعد انقضاء ونهاية فترة الفن المسيحي الذي انتشر، وتعدد في القرون والعصور والأزمنة الوسطى فسطع وظهر فن النهضة العظيم في أوائل القرن الخامس عشر وصاحب ذلك إعتزاز وتفاخر الفنان بفرديته وموهبته بدلا من أن يكون ذائبًا في مجتمع كبير، إلا أن التغيرات والأحداث الدينية والسياسية والفكرية التي ظهرت في المجتمع كان لها دور في ظهور فن الباروك الذي كان في خدمة الطبقة البرجوازية وطراز الروكوكو الذي ارتبط بالعائلات والأسر الحاكمة، على أن طراز الروكوكو اختفي من فرنسا بعد قيام واندلاع الثورة الفرنسية عام 1789 ميلادية وظهر بها طراز فني استمد من مقوماته الفنون الإغريقية الرومانية بإسم الكلاسيكية العائدة.
 وتوالت وتتابعت الحركات الفنية والتشكيلية في الغرب منذ مطلع القرن التاسع عشر فظهرت الرومانتية والطبيعية والواقعية..... ولأول مرة في تاريخ الفنون نرى ونجد إن الهجوم التشكيلي للفن يخضع لتأثير العلم والاكتشافات الجديدة والحديثة حيث بدأ العلماء يبحثون في علاقة الضوء بالألوان كما اخترعت آلة التصوير الشمسي وساهمت هذه الأحداث في إزدهار وإبراز المذهب التأثيري.....
 وما إن نصل إلى القرن العشرين حتى نقابل ونشاهد ونجد مذاهب جديدة من أبرزها وأهمها المذاهب التكعيبية والوحشية والمستقبلية.....وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى أثرت الفوضى التي عمت الدول والبلاد في المجتمعات الإنسانية وانفعلت طائفة من الفنانين والفنانين التشكيلين تبحث عن الشهرة بالأهوال والمآسي فضربوا بالقيم الجمالية التي ورثها الفنانون عن أجدادهم عرض الحائط وأخرجوا أعمالا شاذة وغريبة تحارب الفن عرفت بإسم -الدادا- واختتمت هذه الحركات المتعددة بحركتي السريالية والتجريدية والتشكيلية وتهدف وتسعى وتنشد الأولى إلى الغوص والتعمق والبحث في أعمال وفن عدم الاحساس واللاشعور على حين تسعى وتهدف وتنشد الثانية إلى الغوص والتعمق والبحث في فن وجمال الأشكال اللامعقولة واللاموضوعية والهندسية.
 وتتنوع مدارس الفن التشكيلي، وتشمل:-
  • المدرسة الكلاسيكية.
  • المدرسة الواقعية.
  • المدرسة الرومانسية.
  • المدرسة الوحشية.
  • المدرسة التكعيبية.
  • المدرسة التجريدية.
  • المدرسة السيريالية.
  • المدرسة المستقبلية

فن الأداء المسرحي




فن الأداء (بالإنجليزية: Performance art ) تطوّر هذا الفن الذي يقوم على حالة استعراضيّة طقسيّة احتفاليّة مسرحيّة تتعاون في أدائها شتّى أنواع الفنون السبعة السمعيّة والبصريّة.
ظهر كتجديد لأولى تجارب المستقبليين الإيطاليين والروس بعد الحرب العالميّة الأولى، كما لتلك التجارب الدادائيّة ؛ وأما المستقبلية الإيطاليّة فقد كانت أول حركة حديثة قامت بهجر المرسم وصالة العرض الفنّي لمصلحة قاعات المحاضرات والمسرح والشارع، وذلك بدعوة من مؤسسها "مارينيتي / F.T.Marinetti" فأسسوا في عام 1913 "مسرح المنوّعات /le theatre de varietes" ؛ كما نزل المستقبليين الروس إلى الشوارع لإداء أفعال ونشاطات فنيّة، وكان منهم الشاعر "ماياكوفسكي /Maiakovski" و"دافيد بورليوك /David Burliuk" ؛ وقام الدادائيون بأداء مسرحيّة اقيمت في "ملهى فولتير الدادائي في زيورخ /le cabares dadaiste Voltair a Zurich"
قد ظهرت بدايات "فن الأداء" في عام 1950، حين قدّم جورج ماثيو في مسرح "سارة – بيرنار /Sarah – Bernhardt" في باريس سهرة شعريّة قام في أثنائها برسم لوحة واسعة على المنصّة خلال عشرين دقيقة.
ليظهر العديد من عروض فن الأداء في فترة الخمسينات من أهم منفذيها "جورج ماثيو /Georges Mathieu"، "جون كاج/John Cage" ومجموعة "غوتاي /Gutai" الفنيّة اليابانيّة ،و"كازو شيراجا /Kazuo Shiraga".
بعض من حفلات الرسم على إيقاع الموسيقى ضمن فن الأداء للفنان السوري عبد الله صالومة.
وأما في أوروبا فكانت النشاطات الاحتفاليّة أو الاستعراضيّة أو الحدثيّة تتم في فترة الستينات على أيدي مبدعين من أهمهم : "ايف كلاين /Yves Klein" في فرنسا ؛ و"هيرمان نيتش /Hermann Nitsch"، "غونتر بروس /Gunther Brus" و"أوتو مويل /Otto Muehl" في فيننا بالنمسا ؛ و"كلوس رينك /Klaus Rinke" و"جير فان ايلك /Ger Van Elk" في هولندا ؛ "آدريان هينري /Adrian Henri"، "آلبرت هانت /Albert Hant"، "ستيوارت بريسلي /Stuart Brisley"، "بيتر كوتنر /Peter Kuttner"، "بيتر دوكلي /Peter Dockley" وجماعة "ويلفار ستات /Welfare State" في انكلترا ؛كما ظهر في ألمانيا "جوزيف بويز /Joseph Bruys" وجماعة "فلوكسوس /Fluxus" (دادائيّة محدثة).
يصف أسعد عرابي هذا الإتجاه الفني ويُظهر تعاون الفنون فيه:
«[طقوس (التجليات التوليفية)، التي عرفت تحت اسم (البرفورمانس)(Performance)؛ يعتمد هذا الإتجاه بشكل عام على الحدث العابر المشهدي، وعلى تحالف شتى الفنون التوليفية، من مؤثرات صوتية، وضوئية، إلى السينوغرافي، والكوليغرافي، والرقص، والحركات الإيمائية، والديكورات المسرحية، والتصوير الجداري وإسقاطات الفيديو إلخ… فهو وليد التعبير الدادائي المشهدي (الاحتفائي)، الذي كان يجرب في مسارح (العبث) من أمثال ملهى (فولتير) في (زيوريخ) ما قبل الحرب، ولا شك أنه قد خضع لتأثيرات المسرح التوليفي (من مثال باليه إريك ساتي)، ومسرح برخت الذي كان يعتمد على المبادلة بين الممثلين والمشاهدين. وقد عرفت بدايات (البرفورمانسي) الموسيقي، منذ عام 1962 من خلال جماعة فلوكسيس التي نظمها الأمريكي (ماسيانوس) في ألمانيا تحت عنوان (كونسير من الضجيج)، ثم غلب نشاط الفنان (جوزيف بويز) على المجموعة في دوسلدورف ليرفع الحدود بين التعبير الفني والحياة، وما (الحدث) (الهابينغ) إلا"برفورمانس" جماعي احتفالي، يعتمد على جماهيرية الأداءات الجسدية العارية، الموسومة بهلوسات الحلم وغيرها..][1]»




الأحد، 18 أكتوبر 2015

وعدة سيدي احمد المجدوب ببلدية عسلة ولاية النعامة



استقطبت الملايين من الزوار من داخل الوطن و خارجه
اختتام فعاليات وعدة سيدي احمد المجدوب بعسلة بولاية النعامة
اختتمت يوم امس فعاليات وعدة سيدي احمد المجدوب التي استقطبت هذه السنة الملايين من الزوار طيلة الثلاثة ايام و من مختلف اتحاء الوطن و من الخارج ، حيث شهد الطريق الوطني رقم 06 و 47 و 22 ضغط كبير منذ عشية يوم الثلاثاء الماضي ، و هذا وسط تنظيم محكم لفرق الدرك الوطني و مصالح الأمن بولاية النعامة .
ككل سنة يستقطب الموسم التراثي لوعدة سيدي أحمد المجدوب الذي تتواصل فعالياته اليوم الخميس ببلدية عسلة (58 كلم شرق ولاية النعامة ) أعدادا غفيرة من الزوار  و إقبال على مختلف التظاهرات الشعبية و الدينية و الفنية المنظمة بهذه المناسبة الإجتماعية، حسبما لوحظ.
ومع بلوغ هذه الفعاليات السنوية ذروتها تستقطب الأنشطة المتنوعة التي سطرتها سلطات البلدية بالتنسيق مع مشايخ وأعيان المنطقة وممثلو المجتمع المدني آلاف الزوار من مختلف جهات الوطن   كما تصنع الإستعراضات الفلكلورية المستوحاة من التراث الشعبي لمناطق الهضاب العليا أجواء بهيجة تمتزج فيها الزغاريد وأهازيج الفرحة بطلقات البارود وصهيل الخيول وأنغام القرقابو التي أضفت ديكورا رائعا يعكس عراقة وأصالة سكان هذه الجهة من الوطن.
ودأب أهالي وأحفاد الولي الصالح سيدي أحمد المجدوب (1493م- 1571م) منذ سنة 1875 م على الإحتفاء بتنظيم هذا العرس التراثي و الديني واستحضار ذكرى هذا الولي الصالح على ممر السنين تيمنا و تبركا بهذه الشخصية الدينية لرجل عالم زاهد متصوف تتلمذ على يد جده سيدي سليمان وكان قريبا من سيدي الشيخ أحمد الملياني ودرس النحو و الفقه المالكي و الحديث و حفظ القرآن الكريم   كما حارب المشعوذين و كل ذي بدعة في مجال الدين حسب ما تشير الروايات التاريخية.
ويقول الحاج شخنابة معمر أحد أعيان عرش المجادبة وهي القبيلة التي تشرف على تنظيم التظاهرة أن هذه المناسبة هي "عادة الأسلاف لتخليد هذا العالم الزاهد و المتصوف الذي يحظى بمكانة خاصة  لدى أهل المنطقة و أتباع ومريدي الزاوية بعسلة".
ومن جهته يعتبر الأستاذ الجامعي بلية بغداد المتخصص في الثقافة الشعبية بالمركز الجامعي للنعامة أن للمناسبة دور كبير في ربط حاضر السكان بماضيهم   كما أن تزامنها مع نهاية حملة الحصاد و انطلاق حملة الحرث   يحمل نوع من الدعوة إلى التضامن   و في المقابل فإن استعراضات الفولكلور   تشكل بدورها نوع من ربط ذاكرة الأجيال الصاعدة بخصال الأجداد و القبيلة.
وعلى مدى أربعة أيام من الأسبوع الثاني لشهر أكتوبر من كل سنة تنصب حول مقام الضريح أين أسست زاوية للتدريس وإيواء الفقراء وعابري السبيل والتي تعتبر أيضا مقصدا للترحم والتبرك   عشرات الخيم (كل خيمة تمثل عرش أو قبلية كحميان و العمور و أولاد زياد و الطرافى و أولاد نهار و أولاد جرير و العطاونة) وغيرهم.
وما يميز هذه الوعدة أن الجميع يشارك في إطعام الوافدين  كما تحضر أعداد غفيرة لحلقات الذكر الجماعي وتلاوة القرآن الكريم و المديح الديني وسهرات الشعر الملحون  فيما تتوافد مختلف القبائل على ساحة كبيرة تسمى "الطحطاحة" و يكون التلاقي و التسامح و عقد مجالس القرآن وفض النزاعات ومع نهاية التظاهرة عصر يوم الجمعة يقام المعروف و هو حلقة كبيرة للدعاء و التضرع و الإبتهال.
ويطغى على هذا الحدث الإجتماعي ألعاب الفروسية التقليدية التي تجلب إليها أعدادا من المتتبعين . كما تشهد بلدة عسلة تزامنا مع هذه التظاهرة أيضا نشاطات أخرى منها معرض إقتصادي للسلع و المنتجات والذي يحظى بإهتمام كبير للعائلات التي تتمكن من اقتناء منتجات فنية ومقتنيات للذكرى وبضائع مختلفة .
ويطمح منظمو التظاهرة أيضا إلى إعادة بعث النشاطات التقليدية الفنية و الصناعات الحرفية التي تشتهر بها عدد من جهات الوطن   كما يؤكده حضور حرفي خزف من سبدو (ولاية تلمسان ) و آخر من إيليزي الذي قطع آلاف الكيلومترات قبل أن يصل إلى المنطقة ليعرض منتجاته المتقنة ضمن الطبعة الثانية للصالون الجهوي  للمنتجات التقليدية المنظمة تزامنا مع هذه الوعدة السنوية .
وإستنادا لمسؤول زاوية المجادبة الطيب هربل فإن هذه المناسبة الإجتماعية تمثل إطارا ملائما وجد مناسب للتعريف بالقدرات السياحية وثراءها وتنوعها والمنتوجات الحرفية و الفلاحية و الرعوية لولاية النعامة .          وعبر بالمناسبة أحد المشاركين الأوفياء في هذه التظاهرة و القادم من ولاية الجلفة ل"وأج" عن فرحته لحضور هذه الفعاليات التي تسمح له بالإضافة إلى عرض مهاراته في تربية الخيول و الفروسية و منتجاته الجلدية بتبادل الآراء و التجارب المتعلقة بإحياء الفولكلور و التراث والصناعة التقليدية.
وتعد الوعدة فرصة لإكتشاف الفلكلور الشعبي والبعد الجمالي للرقصات الموسيقية والزي التقليدي والطقوس الغنائية وغيرها من المشاهد الفنية الأخرى .
ويجد الزوار خلال سهرات هذه الإحتفالية ووسط ديكور الخيم الجميل و المتناسق فرصة لتذوق الشعر الصوفي الذي يعتبر حضوره أساسيا في هذا الحدث .
وعلى العموم يظل التلاحم الإجتماعي بين القبائل و الأعراش و تعزيز التضامن و التكافل بين أفراد المجتمع أحد السمات البارزة لهذه التظاهرة الشعبية.